يوم الامتحان يكرم المرء او يهان

الامتحان هوالإمتحان في أي زمان ومكان ، جد واجتهاد ، خوف وقلق، سهر وتعب ، وتوقعات بأسئلة صعبة أونتائج لا تسر ، «فعند الامتحان يكرم المرء او يهان» كما يقال .
الامتحانات فترة عصيبة ، تفرض حالة طوارىء في البيوت كل عام ، والأهل والأبناء في خندق واحد ،فلا زيارات ولاخروج من البيت ولا تلفزيون حتى آخر يوم في الامتحان ، بل إن كثير من الآباء والأمهات يتعاملون مع الامتحانات ،وكأنها حدث مفاجىء وليس نتيجة حتمية لعام دراسي طويل ، وبدل أن يقوموا بدعم الأبناء هم من يزيدون الطين بلة بإشاعة أجواء القلق والتوتر.
في نموذج يعكس رؤية مختلفة للامتحانات ، يتبادل كثير من الطلاب هذه الايام عبر الهواتف النقالة رسائل نصية ، قاموا بفبركتها أو تأليفها ،ولعل اطرف هذه المسجات :»ما كل ما يتمنى المرء يفهمه، تأتي الامتحانات بما لا تحتوي الكتب، يارب يسر على قارىء هذه الرسالة الامتحان واجعله من الناجحين كمان ، او تلك المسج المذيلة بتوقيع» ورقة الإمتحان» والتي تخاطب فيها الطالب بالقول : اشتاق للمسة يدك، ونظرة عينينك الحائرة ، حيرتك أمام أسئلتي تجعلني أخجل من نفسي ، اضافة الى تشبيه الامتحان بفيلم من أفلام الرعب، يتشارك في بطولته الكتب وأسئلة المعلمين والأهل أيضا.
كما اتخذ كثيرون من موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك «، وسيلة للحديث عن مخاوفهم من الامتحانات وبعضها يفسر كلمة امتحان بحسب حروفها وبصورة قاتمة للغاية، فالألف تعني أيام نكد والميم مذاكرة والتاء تعب، والحاء حالة نفسية سيئة ،والنون نرفزة وعصبية، وهناك ايضا من يأمل بدعم ومساعدة الاصدقاء ،عبر تبادل المعلومات والآراء حول بعض الاسئلة المتوقعة في الامتحان، او شرح ما استعصى فهمه من المواد الدراسية ، وربما اضافة بعض التعليقات الطريفة حول الامتحانات ،التي تساهم في التخفيف من وطأة تلك الاجواء الملبدة التي يعيشها الطلاب .
ورغم مخاوف الاهل من اضاعة الوقت ، يرفض كثير من الابناء اغلاق «الفيس بوك « خلال فترة الامتحانات، بل ان بعضهم اطلق حملة يدافع فيها عن وجهة نظره عبر شعار «close your book and open our face book» ، باعتباره داعما للنجاح وليس العكس ،في ظل ضغوط كبيرة يعيشونها في هذه الفترة الحرجة من العام الدراسي ،ما بين القلق من الاسئلة والتفكير بالنجاح والخوف من الرسوب، ويقول «رامي « من خلال «التشات «يتم الحديث عن كل ما يتعلق بالامتحانات ، فالطلاب يعيشون فترة ليست سهلة على الاطلاق ، بخاصة وان الاسئلة كثيرا ما تأتي غير مباشرة او متوقعة ، يتم وضعها بطريقة تشكك الطالب في معلوماته وتؤدي الى ارتباكه، وقد يخطىء في الاجابة بسببها ، ويتبدد الجهد الذي بذله طيلة العام الدراسي .
فيما تتحدث « ليانا « عن تجربة تصفها بأنها مميزة وستحقق لها ولصديقاتها النجاح ، حيث نظمن برنامجا للدراسة خلال ايام الامتحانات، فمن خلال»الفيس بوك « يقمن بمراجعة بعض المواد الدراسية معا، ويتابعن اخبار بعضهن البعض، من حيث عدد ساعات الدراسة والنوم وفترات الراحة ، وتقول بأن «الفيس بوك « يشجع على الدراسة ، يساعد في الخروج من العزلة التي نعيشها خلال الامتحانات ، امام اصرار الاهل على ان نأكل ونشرب وننام ايضا ونحن أمام الكتب ، هذا كله يتعبنا ويزيدنا قلقا واضطرابا بخاصة ان كثير من الطلاب يعانون من مشكلة الخوف من الامتحان .
لكن مبررات الأبناء لا تقنع الآباء ، والانطباع السائد عن» الفيس بوك» لن يتغير، فكيف اذا كان ذلك خلال الامتحانات ، التي تحتاج إلى تركيز لأن الاحتكاك بمجتمع الاصحاب اثناء الامتحانات يشتت ذهن الطالب، مهما كانت دوافعه او فوائده وفق استطلاعات لآراء الأهل نشرتها بعض المواقع الالكترونية.

يسلمؤؤؤ حبيبي على الموضوع الطيب